المؤتمر الدولي للأمن الغذائي الأفريقي

مقدمة :

تشير تقارير الامم المتحدة ومنظمة الاغذية الزراعية وبعض الهيئات الدولية الى تفاقم مشكلة الامن الغذائي في إفريقيا وانتشار الجوع بين سكانها وحالات سوء التغذية مما يعد أكبر عائق للتنمية المستدامة واستغلال الموارد الزراعية الهامة.
ويرتبط الأمن الغذائى بتوفير الحق فى الغذاء، ويعتبر الحق فى الغذاء الكافى من الحقوق التى تسهم الزراعة بشكل كبير فى توفيرها، والحق فى الغذاء الكافى مرتبط بمجموعة اخرى من الحقوق التى ينبغى ان يتمتع الانسان بها مثل الحق فى الحياة، والحق فى الصحة، والحق فى الماء، والحق فى السكن الملائم، والحق فى العمل،........الخ،
وتشير تقارير منظمة الاغذية والزراعة الى ان هناك اكثر من مليار شخص فى العالم يعانون من سوء التغذية (2009)، ويعانى اكثر من مليارى شخص من نقص الفيتامينات والمعادن الحيوية فى غذائهم، وان نحو 6 ملايين طفل يموتون سنويا من سوء التغذية او الامراض المرتبطة بها، وان قرابة 80% من الاشخاص الذين يعانون من سوء ونقص التغذية يعيشون بالمناطق الريفية واغلبهم من صغار الحائزين والنساء والاطفال
وقد اعترف الاعلان العالمى لحقوق الانسان بالحق فى الغذاء وذلك ضمن الاعتراف بالحق فى التمتع بمستوى معيشى مناسب. وقد راعى الدستور المصرى حق الانسان فى الحصول على غذاء صحى وكاف وذلك فى مادة (79) والتى نصت على" لكل مواطن الحق في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف، وتلتزم الدولة تأمين الموارد الغذائية للمواطنين . كما تكفل السيادة الغذائية بشكل مستدام، وتضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي وأصناف النباتات المحلية للحفاظ على حقوق الأجيال".
ووفقاً للجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يتم اعمال الحق فى الغذاء الكافى عندما يتاح مادياً واقتصادياً لكل رجل وامرأة وطفل بمفرده أو مع غيره من الأشخاص وفى الاوقات كافة سبيل الحصول على الغذاء الكافى أو وسائل شرائه.
ويمكن وصف الحق فى الغذاء وفقاً لمقرر الامم المتحدة الخاص المعنى بالحق فى الغذاء "بانه الحق فى الحصول بشكل منتظم ودائم وحر، اما بصورة مباشرة اوبواسطة مشتريات نقدية على غذاء واف وكاف من الناحيتين الكمية والنوعية، يتفق مع التقاليد الثقافية للشعب الذى ينتمى اليه المستهلك، ويكفل له حياة بدنية ونفسية فردية وجماعية مرضية وكريمة وخالية من القلق.

ويتطلب التمتع بهذا الحق توفر الشروط الاتية :-
1 - ان يكون الغذاء متاحاً ومتوفراً من مصادر طبيعية، سواء من خلال الانتاج النباتى بزراعة الارض او من خلال الاستثمار فى مجال الانتاج الحيوانى او من خلال طرق اخرى مثل صيد الاسماك او الصيد البرى .........، وان يكون متاحاً لطالبيه فى الاسواق.
2 – ان يكون الغذاء متاحاً مادياً. ويقصد هنا بالاتاحة المادية توصيل الغذاء الى تجمعات السكان فى أماكن معيشتهم بما يضمن سهولة الوصول اليه مادياً اى تتوفر فرص الحصول على الغذاء لكل الافراد ( الكبير والصغير،الرجل والمرأة، القوى والضعيف ،......) وفى كل المناطق (القريبة والبعيدة، الحضر والريف،............).
3 – ان يكون الغذاء متاحاً اقتصادياً، ويقصد بالاتاحة اقتصادياً سهولة الوصول اليه اقتصادياً اى يتوفر الغذاء بتكلفة يتحملها الافراد بمعنى انهم يستطيعون دفع ثمن الغذاء للحصول على ما يحتاجونه من الطعام بشكل كاف دون ان يؤثر ذلك على المتطلبات الاساسية الاخرى لهم. أو بعبارة أخرى أن يكون فى مقدور جميع الأفراد الحصول على احتياجاتهم من الغذاء فى حدود امكانياتهم المالية.
4 – ان يكون الغذاء متوازناً، ويعنى توازن الغذاء أن يحتوى على النشويات والبروتينيات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات بالقدر المناسب لاحتياجات جسم الانسان، تلك الاحتياجات التى تختلف باختلاف السن والنوع والحالة الصحية. وترجع أهمية توازن الغذاء الى أنه شرط أساسى التمتع بصحة جيدة، ذلك أن أى خلل فى توازن الغذاء يتسبب فى اصابة الانسان بأمراض كثيرة لعل أكثرها شيوعاً السمنة والأنيميا.
5 – أن يكون الغذاء آمناً، ويعنى الأمن ألا يسبب الغذاء ضرراً على صحة الانسان. ويتحقق أمن الغذاء بالتأكد من خلوه من المركبات غير الغذائية التى قد تدخل اليه خلال عمليات الانتاج والتداول، ومن المواد التى تجعل الغذاء غير آمن وجود الهرمونات وبقايا المبيدات والملوثات الأخرى..
6 – ان يكون الغذاء مقبولاً من الناحية الثقافية والدينية بمعنى انه ينبغى ان يكون الغذاء متوافق مع المعتقدات الدينية وثقافة الشعوب وتقاليدهم حتى يمكن اعتباره كافياً. وانطلاقا من دور مصر الرائد فى قارة افريقيا واحساسها الدائم بمسئوليتها تجاهها ودور جامعة طنطا البحثى والتنموى تم تنظيم مؤتمر الامن الغذائي الافريقي "الواقع- التحديات –المستقبل" فى محاولة لوضع تصور يبين الوضع الحالي للآمن الغذائي والتحديات والصعوبات وفرص النهوض وتحقيق الاكتفاء الذاتي واستغلال الموارد المتاحة من خلال التعاون والتكامل بين دول القارة السمراء .